«المستقبل» و« التيار الوطني الحر» نحو طلاق مُكلف

«المستقبل» و« التيار الوطني الحر» نحو طلاق مُكلف
«المستقبل» و« التيار الوطني الحر» نحو طلاق مُكلف

كتبت أنديرا مطر في صحيفة القبس

ارتباط تيار المستقبل والتيار الوطني الحر في لبنان بتفاهم ثنائي تحت مسمى «التسوية الرئاسية» لم يخل من تعرّض العلاقة بينهما لكثير من الاشكاليات التي تثير تساؤلات حول مصير التسوية التي كان يقر الطرفان انها تهتز ولا تقع، غير ان التصعيد الأخير المتواصل بين وزراء ونواب التيارين الازرق والبرتقالي، والأصداء التي اثارها لدى قوى اخرى يرسم دائرة طارئة في المشهد السياسي يمكن ان يحمل معه تطورات دراماتيكية قد تعرّي التسوية من ورقة التين التي تسترها وتضع العلاقة في مهب الريح هذه المرة. فغالبا ما قوبل الاستئثار «العوني» بصمت تيار المستقبل، متذرّعا بعبارة ان رئيس الحكومة سعد الحريري لا يفضل السجالات التي تضر البلد. لكن المواقف الاخيرة لقادة ومسؤولين في المستقبل بدت أشبه بـ«صحوة سنية»، عبّرت عن رفضها المس بصلاحيات رئاسة الحكومة التي كرّسها اتفاق الطائف عام 1989، وبحقوق الطائفة السنية. وذلك ردّا على كلام نُسب الى وزير الخارجية جبران باسيل خلال لقائه مجموعة من ابناء الطائفة السنية في البقاع الغربي بأن «السنية السياسية» ولدت على جثة «المارونية السياسية» وأخذت حقوق المسيحيين التي يسعى هو وتياره الى استعادتها. اندلاع السجال ترافق مع مواقف تصعيدية لأمين عام «حزب الله» الذي نصّب نفسه مرشدا للجمهورية اللبنانية، ممسكا بقرارات السلم والحرب الامر الذي رأت فيه مصادر سياسية مزيدا من اختلال الثقة بالنظام اللبناني وبعهد الرئيس ميشال عون تحديدا. وترى المصادر التي تحدثت لـ القبس ان اخطر ما في الامر ان الخلافات تتجاوز السياسة، ومنها ما ظهر مؤخرا في صراع الاجهزة وفي «التسوية ــــ الفضيحة» لقضية المقدم في قوى الامن الداخلي سوزان الحاج بإعلان براءتها في قضية الممثل المسرحي زياد عيتاني (السني) الذي لفّقت له الحاج ملفا بالتعامل مع اسرائيل، وفي ما يشاع حول نية باسيل عزل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان (السني). وتضيف المصادر: «لا تستهينوا بصراع الأجهزة الامنية؛ لأنه مؤشّر على خراب البلد».

القيادي في تيار المستقبل، النائب السابق مصطفى علوش، قال في حديث خاص لـ القبس ان الرئيس سعد الحريري متمسك بالتسوية مع التيار الوطني الحر، لانها تؤمن الاستقرار الحكومي الممهد للعمل على تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر «آخر خرطوشة» لانقاذ الوضع الاقتصادي. واكد علوش ان الحريري لا يزال مصرا على الخروج من السجالات والتأكيد على التهدئة لما فيه خير الجميع. في المقابل يقر علوش بأن التيارين ليسا على نفس التوجه الداخلي والاقليمي، وان التسوية بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري لم تنسحب على المستوى الشعبي ولا على المستوى الحزبي، وربما ما استفز الوزير جبران باسيل خلال لقائه مع شخصيات سنية بقاعية هو «لماذا تتقبل الطائفة السنية زعيما مثل سمير جعجع ولم تستوعب التيار الحر؟ وهنا جوهر المسألة، بحسب علوش، الذي يجزم بأن الموقف من باسيل لا علاقة له بالطائفية، وانما هو موقف سياسي، موضحا ان الحالة السنية لا تنظر الى باسيل كشخص ماروني بل تراقب سلوكه ومواقفه، وجمهور المستقبل يتذكر جيدا المواقف السابقة لباسيل والتيار الوطني الحر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى