أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أثناء جولته على عدد من مدن الجنوب وبلداته لتفقد مبادرات ومشاريع ينفذها “حزب الله”: “أننا على خطى من سبقنا من علمائنا الأبرار، من السيد عبد الحسين شرف الدين وسماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، وعلى خطى علمائنا الحاضرين والمواكبين لحركتنا، وعلى خطى الشرفاء من أهلنا الذين لم يبخلوا بصمود وبتضحية من أجل أن يعيشوا معنى الكرامة والحرية في بلد يتوق أهله إلى أن يحفظوا سيادتهم، ويحموا كرامتهم، ولا يمنن أحد عليهم في العالم بأنه ساعدهم من أجل تحرير أرضهم، أو فرض وجودهم وإثبات حضورهم في وجه عدو غاشم يتهددنا يوميا في مصيرنا وفي لقمة عيشنا وأمننا واستقرارنا وتنميتنا”.
وتوجه النائب رعد بالقول:”بصمودكم في هذه الأرض تضعون حدا لمشاريع التسلط والهيمنة والتوسع الإسرائيلي، ولا نبالغ إن قلنا إن ما يجري من اهتزازات على امتداد منطقتنا العربية، هو نتيجة وقفتكم في وجه هذا العدو الإسرائيلي، الذي لم يجد بوابة للعبور إلى المنطقة إلا من الخلف، ومن التساقط الذي حصل بفعل المبادرات الأميركية، التي استجاب لها حكام كلفوا أمتنا على مدى السنوات السابقة الكثير الكثير من التضحيات والهدر في الأموال والعبث في المصير، فأنتم تصححون المسار، وصمودكم يفضح كل من قصر في الماضي ويقصر في الحاضر، ويتجاهل قدراتكم وإرادتكم وحرصكم على هويتكم وكرامتكم الوطنية والإنسانية”.
أضاف: “أنتم منا ونحن منكم، لكم ما لنا، وعليكم ما علينا، نصبر وتصبرون، نتحمل وتتحملون، نصمد ونواجه وتواجهون، ومنكم الشهداء الذين قضوا في سبيل الله، ولم يركعوا ولم يتنازلوا ولم يهنوا أمام العدو، نكبر فيكم إرادة الصمود، ونكبر فيكم إيمانكم بحقكم، وهذا هو أول الطريق من أجل أن تهزموا هذا العدو الذي تتواطأ معه معظم قوى الكفر والطغيان في العالم”.
وتابع: إن ما يؤذيكم يؤذينا لأننا وإياكم نواجه مصيرا واحدا، ونتعرض لخطر مشترك، وكما نحرص على أن تبقى ساحتنا الوطنية والقومية مستقرة ومهيأة لمواجهة التهديد الصهيوني الذي نتعرض له بشكل متواصل، نحرص على أن نشحذ إرادة التحدي لدى شعبنا في كل فئاته وطوائفه ومذاهبه ومناطقه، لأننا نريد أن نواجه العدو بإرادة واحدة وبعزم واحد وبيقين أننا إن نصرنا الله سينصرنا.
أضاف:”اعوام مضت منذ أن انتهت حرب تموز عام 2006 والعدو أسير معادلة فرضتها عليه المقاومة، وهي معادلة توازن الردع، فهو لا يستبيح الآن أرضنا وأمننا عبر المواجهات والاعتداءات العسكرية، لا لأنه كريم الأخلاق، ولا لأنه ملتزم القانون الدولي، بل لأنه مردوع من قبل المقاومة، ومأسور للمعادلة التي فرضتها عليه هذه المقاومة. سنمضي إن شاء الله من أجل أن نخضع العدو لإرادتنا، ومن أجل أن نحرر أرضنا المحتلة، وأن نستعيد كل كرامتنا، وأن نحفظ وجودنا المهاب في هذه المنطقة، ونستعيد هويتنا الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية التي نعتز بها”.
وشدد النائب رعد على أن “ما يقدم لأهلنا في هذه القرى هو قليل جدا في بلد يعيش الأزمات تلو الأزمات نتيجة سياسات خاطئة متراكمة، ونتيجة تآمر على هذا البلد من أجل إضعاف إرادة أبنائه، وهذه الأزمة الأخيرة التي يعيشها البلد، يريد منها الأعداء أن يوظفوها باتجاه إخضاع إرادة شعبنا، ولي ذراع المقاومة، ودفع الشعب اللبناني بأسره الى التخلي عن خيار المقاومة، ومن يريد تحقيق هذا الهدف، هم رعاة الكيان الصهيوني وحماته، والذين يمنعون إدانة اعتداء هذا الكيان في المؤسسات الدولية”.
ثم تحدث النائب رعد فقال:”لقد اطلعنا في هذه الجولة على هموم الناس به والمؤسسات التي تعمل في خدمة الناس، والخدمات التي تقدمها مؤسسات حزب الله في إطار رفع مستوى الانتاجية في بلداننا وقرانا ومناطقنا. نشعر باعتزاز كبير وبالفخر بإنساننا الذي أثبت أنه على قدر المسؤولية حين صمد في وجه الاحتلال وواجهه، وحين بدأ مشروع تحويل الاستقرار والأمن بعد اندحار الاحتلال إلى مشروع إنتاج متكئا وبكل تواضع على مبادراته الشخصية والتنظيمية والتعاونية والبلدية، ثم استحلت بعض مؤسسات الدولة وأجهزتها هذه المبادرات التي صدرت من الأهالي، ونحن في هذا الإطار لا يسعنا إلى أن نُكبر هذه الأنشطة والجهود التي تبدو في ظاهرها متواضعة، ولكنها في الحقيقة هي تؤسس بنى تحتية انتاجية لمجتمعنا في أرض حماها أزكى دم وحررها”.
وأشار النائب رعد إلى أن “التعايش الوطني والتماسك والتضامن الوطني في هذه المنطقة الحدودية بالذات، مع حفظ خصوصية المكونات الأهلية في هذه المنطقة، علامة تستحق الثناء والاقتداء بها، ولا سيما أن ما نشعر به من عيش واحد وتكافل وتضامن بين الأهالي على مختلف وتنوعات انتماءاتهم الطائفية والمذهبية في سياق حفظ خصوصية داخل الوحدة الوطنية، هو علامة فارقة وماركة مسجلة يجب أن تقتدي بها كل المناطق على امتداد وطننا العزيز لبنان”.
وفي ما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي، أكد النائب رعد أننا نقدم عليه “بمسؤولية نتحملها إزاء وطننا من أجل حمايته، وإزاء شعبنا من أجل النهوض به، ومن أجل بناء دولتنا التي يجب أن تتحمل المسؤولية كاملة في توفير مقدمات النهوض الاقتصادي والانتاجي في هذا البلد”.
وقال: إننا نضطلع بمسؤولياتنا في المجلس النيابي من خلال سن القوانين ومتابعة تنفيذها ومراقبة الحكومة لحسن تطبيقها، فهي من شأنها أن تسهل أمور الناس، وأن توفر الخدمات لهم، وأن تزيل المعوقات من أمام انتاجيتهم، وأن تهيء كل مستلزمات التماسك الاجتماعي، وتوفر البنى التحتية في المناطق اللبنانية كافة، وخصوصا في الأطراف”.
ولفت إلى أن “كتلة الوفاء للمقاومة النيابية خلال الدورة الانتخابية وبعض السنوات التي سبقتها، قدمت مجموعة من اقتراحات القوانين ربما يصل عددها إلى ما يقارب الـ28 اقتراح قانون تقدمت بها الكتلة منفردة إلى المجلس النيابي، فيما وقعنا ووقع غيرنا من الكتل التي شاركتنا في إعداد بعض الاقتراحات الأخرى، ما يربو على الـ50 اقتراح قانون، وعليه، فإن ما نقدمه من اقتراحات ليس استجابة لطلبات فردية وشخصية يطلبها بعض الأفراد في مجتمعنا، وإنما تلبي حاجة فئات وجماعات وتجمعات لها اهتمامات خاصة، وهذا يضمن حسن التنظيم في إدارة المجتمع”.
وختم:”بقدر ما أبدي سعادتي وسروري بما اطلعت عليه خلال هذه الجولة، بقدر ما أجد نفسي مضطرا لشكر الإخوة الذين يتابعون هذه الشؤون، سواء كانوا في تنظيم حزب الله، أو في مجتمعنا الحاضن للمقاومة، والمقدر للجهود التي تدعم الصمود وتعززه، كما أتوجه بالشكر أيضاً إلى عوائل الشهداء الذين قدموا أغلى ما لديهم من أجل أن نعيش الأمن والاستقرار الذي شاهدناه ولمسناه ويعيشه أهلنا على امتداد هذه المنطقة الحدودية التي نشهد فيها مزيدا من الأعمال الإنمائية والانتاجية، وإن شاء الله نستكمل الدورة الاقتصادية في هذه المنطقة من خلال تعاوننا وتضافر جهودنا”.