نفى رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل كل الاتهامات بأن المعارضة منقسمة على نفسها، متوجهًا إلى اللبنانيين ولا سيما الشباب منهم بالقول: “إن شاركتم وإن لم تشاركوا فستتحمّلون نتائج الانتخابات”، موضحًا أن “عدم المشاركة هو إعطاء صوت للبقاء في الحال التي نحن فيها، واذا كان هناك فرصة للتغيير فيجب أن ننتهزها وإلّا نكون قد أعطينا صك براءة للمنظومة الحالية”.
وأضاف الجميل ان “المعارضة التي تخوض المعركة في كل لبنان منفصلة تمامًا عن هذه المنظومة وستكون من أكبر الكتل النيابية”، مشددا على أننا “ندخل الى البرلمان لنحاسب كل من دمّر بيروت وكل من طيّر الأموال لاستعادة أكبر جزء ممكن منها”، منبها الى ان “هدف المنظومة بعد الانتخابات هو عفا الله عمّا مضى ونحن نريد منعهم من تحقيق ذلك”.
ولفت في حوار ضمن برنامج “وهلق شو” عبر قناة “الجديد” مع الإعلامي جورج صليبي إلى أن “هناك الكثير من المحاولات لتيئيس اللبنانيين ودفعهم لعدم التوجه الى صناديق الاقتراع مثل التصاريح التي تشكّك بحصول الانتخابات، ومن جهة اخرى يقولون ان شيئا لن يتغيّر والتغيير ضئيل وأن قوى المعارضة منقسمة. والكلام أن المعارضة مقسومة ولا بديل هو كلام غير صحيح، ففي كل الدوائر هناك لائحة معارضة جدية أو اثنتان ونحن ندعو الناس الى التصويت للمعارضة”.
وتابع: “إذا لم تصوّت الناس وتحاسب الأكيد أننا سنخسر وستربح السلطة، لذلك تتحمّس الناس يومًا بعد يوم للمشاركة”، مشيرا إلى ان “هناك نسبة أصوات ستتأثر بعامل المال وهناك نسبة كبيرة اي ما يقارب ال 70% ستصوّت وفقا لقناعاتها وهذه النسبة معظمها من الشباب”، داعيا “كل متردّد إلى التصويت ودرس الخيارات والمرشحين واللوائح جيداً وهل لديهم ثقة بهم وهل هم شركاء بما وصلنا اليه أم لا”.
ورأى أن “هناك أفرقاء سياسيين من أحزاب وقوى قرّروا القيام بتسوية عام 2015 وتكرست في 2016 وشكّلوا سويًا هذه الحكومات المتعاقبة التي أخذت سلسلة من القرارات التي دمّرت لبنان وأوصلته إلى الهاوية”، لافتا الى ان “هذه القوى السياسية مسؤولة عمّا وصلنا اليه وهي المنظومة التي تتحمّل مسؤولية تسليم قرار البلد الى حزب الله ومسؤولية السياسات المالية عبر موازنات متتالية وهمية وفيها غش دمّرت المالية العامة”.
وتابع: “لقد صوّتوا سويًا على الضرائب وزيادة الTVA وعلى قانون الانتخابات الذي يعطي الاكثرية لحزب الله في المجلس، وشكلوا الحكومات وجدّدوا لسلامة وطمأنوا اللبنانيين إلى ان الوضع بخير في حين كانت اموال اللبنانيين تصرف وراء الكواليس والاحتياط ينخفض بشكل متسارع نتيجة المحاصصة والسياسات الخاطئة وحصار لبنان وتهريب البنزين واستنزاف المالية العامة وبسبب الكهرباء”.
وأردف: “كل من أخذ قرارًا من عام أو عامين أو ثلاثة اعوام بالخروج من هذه المعادلة سنتعاون معه. شربل نحاس كان وزيرا في كتلة عون وبولا يعقوبيان كانت مقربة من الرئيس سعد الحريري ونعمة افرام وميشال معوّض أخذا قرارًا نهائيًا واستقالا من المجلس وفصلا نفسيهما عن المنظومة، مؤكدًا اننا نعمل مع من نضمن بأنهم سيُكملون بالمسار نفسه”، لافتًا إلى أن “المعركة جدية في الشمال وكسروان والمتن وبيروت وزحلة وبعبدا والشوف وعاليه وفي باقي المناطق نساعد وندعم”، آملاً ب”حصول مفاجأة في البقاع الغربي”.
وأكد أننا “نريد تقوية جبهة المعارضة في المجلس وخلق كتلة نيابية منفصلة وفي الوقت نفسه أن نعمل بحسب القانون المطروح ، لافتًا إلى أن “اي فريق يضع يده بيدنا في موضوع اللامركزية أو سلاح حزب الله مثلاً سنمدّ يدنا إليه”.
وأشار الى ان “رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اعتبر انه ليس جزءا من المنظومة بل هو جزء من المعارضة، لكن اداء هذه القوى منذ سبع سنوات وصولا الى اليوم يُبيّن إن كان هذا الكلام صحيحًا وجدياً”، موضحًا أن “ثورة 17 تشرين قامت لمحاسبة هؤلاء”.
أضاف: “القوات ما زالت متحالفة مع الحزب الاشتراكي الذي هو حليف بري الذي يتحالف مع حزب الله المتحالف مع التيار الوطني الحر والمتحالف بدوره مع القومي، فليقل جعجع انه انفصل عن المنظومة عندها لا يعود هناك مشكلة معه، وإننا مقتنعون أننا بحاجة لإعادة النظر بعمق لحل مشاكلنا، فمنذ 60 عاماً نعيش “بالموقت” ويجب القيام بتقييم لكل التجربة الماضية وقد وصلنا الى قناعة مع رفاقي في الحزب ان لبنان بحاجة لاعادة نظر فلم نتمكن من بناء مواطنية لبنانية وحان الوقت لتطوير آلياتنا الدستورية”.
واعتبر أن “هناك حزبًا دينيًا اسمه حزب الله، مسلّح ويأتمر من الخارج وهناك مدارس دينية تعلّم شباب لبنان بأن يكون لديهم انتماء لغير لبنان”، مؤكدًا أننا “نريد بناء دولة قوية ترتكز على الإيمان بالبلد والعيش المشترك وسيادة لبنان”.
وأشار إلى اننا “فور انتهاء المعركة الانتخابية نريد وضع سلاح حزب الله على بساط البحث فلا يمكن بناء بلد واقتصاد واصلاح علاقة لبنان بالخارج بظل سلاح حزب الله، اما الموضوع الثاني فهو وضع النظام السياسي على الطاولة، وقد حان الوقت لإعطاء امل لشباب لبنان ببلد مختلف وحياة صحية وأناس مرتاحة ومتصالحة مع بعضها”.
وطالب بأن “يتحوّل المجلس النيابي إلى مؤتمر دائم وجلسات مفتوحة”، مشيرًا إلى ان “المرحلة الاولى تقييمية للمصالحة والمصارحة لأننا ما زلنا نعيش في أحقاد الحرب حتى في صفوف جيل الشاب”، مؤكدًا ان “في لبنان لا يمكن أن نلغي أحدًا وعلى كل فريق القيام بنقد ذاتي، أما في المرحلة الثانية فيجب البحث في الحلول”، ولفت الى أننا بحاجة لحماية التنوع اللبناني والثقافي، وفي الوقت نفسه يجب أن نحرّر الحوكمة في البلد من وطأة الطائفية المدمّرة”، مشيرًا إلى ان “هذا يتطلب لامركزية ومجلس شيوخ وتغيير قانون الانتخابات وتعديلًا دستوريًا في ما يتعلق بالمهل وقد نصل الى الغاء كل القيود الطائفية”.