حديث “خجول” عن “نور في نهاية النفق” وهذه الصيغ المتداولة

حديث “خجول” عن “نور في نهاية النفق” وهذه الصيغ المتداولة
حديث “خجول” عن “نور في نهاية النفق” وهذه الصيغ المتداولة

بات من الثابت ان المسؤولين السياسيين في البلاد، وعلى رغم التحذيرات من المخاطر التي تزنّر الوطن بكل انواع الالغام، في ظل ما بلغته الأزمات المالية والإقتصادية وتوسعها الى القطاعات التجارية والطبية والإستشفائية بعد المحروقات والخبز، لم يبلغوا بعد مرحلة متقدمة للقيام باي خطوة انقاذية يمكن ان تشكل مخرجا الى الإنفراج الحكومي والسياسي والاقتصادي المأمول.

ففي اعتقاد مراجع دبلوماسية واقتصادية تحدثت الى “المركزية” في الساعات القليلة الماضية ان مجرد الإعلان عن تشكيل حكومة توحي بالثقة يمكن ان يفرمل الإنهيار المتوقع، لتبدأ بعد هذه المرحلة عملية احياء الحياة الإقتصادية وتجميد توسع الفوارق بين دولار “مربوط ومفقود” وآخر ” فالت ومتوفر” بسعر مفتوح يمكن ان يرتفع الى ما لم يتوقعه احد منذ ثلاثة عقود من الإستقرار النقدي.

لذلك يصر احد العارفين بالكثير من التفاصيل عند توصيفه الوضع على ان اهل السلطة ومن بيدهم الحل والربط يقودون “بوسطة تسير بسرعة خيالية نزولا من دون ان تكون مجهزة بفرامل”. ولكنهم مطمئنون الى ان “البوسطة تسلك اوتوسترادا عريضا في نزلة طويلة دون مهوار ويمكنهم في اي وقت عند تجهيز الفرامل لجمها قبل تثبيتها”. وهو ما دفعهم الى اللعب ببرودة اعصاب غير منطقية ضمن الهامش المسموح به قبل الإنهيار.

أضف الى ذلك، ان رهان بعض اللبنانيين الذين يرغبون باللعب على حافة الهاوية ما زال قائما على نظرية تقول بان المجموعة الدولية لن تقبل بان ينهار لبنان ولن تتركه الى مصيره، وسيتدخلون في اللحظات الأخيرة التي يقدّرونها هم وليس وفق جدول اعمال او اولويات اي مسؤول لبناني فقد حسه بتقدير المخاطر امام تحقيق رغباته بأي ثمن. لكنّ ذلك لم يعد متوفرا في ظل ما بلغته التحديات في المنطقة وعملية تبادل السيطرة على مستوى المحاور الكبرى التي تسعى الى تقاسم النفوذ في المنطقة.

وفي ظل هذه الصورة القاتمة، برز في الساعات الأخيرة من يغرد خارج السرب المتشائم، ليكشف في حديث “خجول” عن “شعاع نور بعيد يمكن ان يقود الى نهاية النفق”. فأشار الى مشاريع متبادلة في الكواليس السياسية بدأت تأخذ منحى ايجابيا باقتراب البحث عن صيغة حكومية تنهي الوضع الشاذ وتضع البلاد مجددا على خطى المراحل الدستورية المقررة في اعقاب استقالة الحكومة.

وقالت هذه المصادر ان المفاوضات الجارية على اكثر من خط اقتربت من الوصول الى ثلاثة نماذج من التشكيلات الحكومية بعناوينها الكبرى بانتظار ولوج المراحل الأكثر دقة عند البحث في التوازنات الداخلية وهويات الوزراء الشخصية والمؤهلات التي توحي بالثقة لاستعادة ما فقد منها على اكثر من مستوى.

وفي العناوين ان الحريري بقي متصدرا المكلفين بتشكيل الصيغ الحكومية كافة، بعدما انعدمت كل الفرص التي تتحدث عن شخصيات أخرى من فريقه او من خارجه. اما النماذج فأولها من 14 وزيرا وثانيها من 18 وثالثة من 24 وزيرا خالية جميعها من”النواب – الوزراء” والـ “الوجوه المستفزة”.

وبانتظار ان تثبت الساعات المقبلة مدى جدية المعلومات وصدقيتها تتجه الانظار الى بعض المواقف المنتظرة مطلع الأسبوع المقبل ولا سيما خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الإثنين المقبل لمناسبة “يوم الشهيد”. فالحزب ومعه بعض من حلفائه يرفضون حكومة تكنوقراط خالية من وجوه سياسية على الأقل لتمثله وهو أمر لم تبدده موافقة رئيس الجمهورية على الصيغة التي اقترحها الرئيس الحريري لتكون “فريق عمل غير مسيّس ومتجانس”. ولذلك توجهت الأنظار الى ادوار بعض الوسطاء العاملين من اجل توفير شبكة امان دولية مالية قبل ان تكون سياسية، تشكل دعما للصيغة “الفذّة” المنتظرة لتشكل اول إشارة لاستعادة الثقة ومعها الإستقرار الإقتصادي والنقدي المطلوب الذي يشكل مفتاحا لكل الأزمات مهما تعددت فصولها ووجوهها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى