تكشّفت خيوط عملية السطو المسلّح التي حصلت في ضاحية قدسيا التابعة لريف دمشق في سوريا، في 25 من الشهر الجاري، والتي أدت لمقتل مدير مكتب (الأهرام) الشهير للحوالات المالية، إثر قيام أحد المهاجمين الاثنين، باستهدافه، مباشرة وأمام الكاميرات التابعة لمكتب الحوالات المذكور.
وأكدت صفحات تابعة لأنصار النظام السوري على وسائل التواصل، أن المجرمين الظاهرين في الفيديو، هما الملازم أول في جيش النظام، ويدعى أنس محفوظ، وصديقه الذي لم تعرف رتبته العسكرية إذا ما كان تابعا للجيش، أو مهنته ومقر إقامته، ويدعى مهند وردة.
قتله بأكثر من رصاصة وسعى لمزيد منها!
فيما أكد مُوالون، أن مطلق النار الظاهر في الفيديو، هو الملازم أول محفوظ الذي أظهرته الكاميرات وهو يقتحم المكان، شاهرا سلاحه الحربي ومرتدياً قبعة سائقي الدراجات النارية، أما زميله الآخر بقي خارج المكان للتغطية وتأمين عملية نقل الأموال التي سيسطوان عليها، كما اقتضت الخطة.
ويوضح فيديو كامل، لعملية السطو المسلح، تنشره "العربية نت" كيفية حصول القتل المباشر، وكيف يقوم الملازم أول بقتل مدير مكتب الحوالات المالية، بإطلاق النار عليه، مباشرة، عدة مرات ثم يحاول البحث عنه من تحت الجدار الفاصل ليتأكد من قتله بحسب الفيديو، ليعلن بعدها بساعتين، وفاته التي هزت أبناء المنطقة.

ويظهر الفيديو الذي يجمع تسجيلات كاميرات موضوعة فوق رأس المدير القتيل، وأخرى موضوعة عند أول بوابة المحل، وثالثة كانت منصوبة عند موظفي تنفيذ عمليات تسليم الأموال المحولة، كيف دخل الملازم أول شاهرا سلاحه على الموجودين الذين كان من بينهم، جندي في جيش النظام السوري يصرف حوالة مالية كما يبدو في الكاميرا، ثم يستجيب لتهديد المسلحين، ويتنحى جانباً، وبعد قيام الملازم أول بقتل مدير المكتب، يشهر الجندي الذي كان بصدد استلام حوالة مالية، سلاحه ويطلق النار على الملازم أول، فتصيب الأخير إحدى رصاصاته، ثم يهرب خارج المحل المذكور، ويتابع إطلاق النار مع زميله، ثم يقومان بالهرب على دراجة نارية كانت بحوزتهما.
أصيب القاتل فذهب للعلاج عند الحرس الجمهوري!
وحسب معلومات مؤكدة لـ"العربية.نت" فإن الضابط قائد عملية السطو الذي قتل فيها مدير مكتب الحوالات، هرب باتجاه المستشفى العسكري للعلاج وهو مركز طبي تابع لما يعرف بمساكن الحرس الجمهوري القريب من منطقة قدسيا، فأصر الطبيب الموجود على كشف أوراقه العسكرية هو وزميله الثاني، فقدم الرجل نفسه على أنه الملازم أول أنس محفوظ، وعندما ازدادت شكوك الطبيب، اتصل بالأمن الجنائي كونه أحس من طبيعة الإصابة أنها غير حربية وغير ناتجة عن عمليات قتالية، فجاءت الدورية وقبضت على الضابط المذكور، فيما كان زميله قد فرّ ثم هرب إلى محافظة حمص، وسط البلاد، ليقبض عليه لاحقاً.

وعرف من خلال أنصار النظام السوري، أن الملازم أول أنس محفوظ من مرتبات اللواء 148.
ويظهر الفيديو محاولة مدير المكتب المالي، الدفاع عن المكان، بإشهاره بندقية، لم يقيّض لها استعمالها، بعدما عاجله الملازم أول بإطلاق النار عدة مرات، وسالت دماؤه على الأرض، تبعا لما تظهره الكاميرا.
نزفه الشديد أرغمه على الاعتراف: أنا الملازم أول أنس محفوظ!
وقالت مصادر إن الضابط القاتل اضطر لذكر اسمه ورتبته لأنه دخل في نزف شديد واقترب من فقدان وعيه نتيجة الإصابة، فأقر باسمه الكامل، من أجل تقديم الإسعافات له، إلا أن تأخره بتقديم تلك المعلومات أدخل الشك في قلب الطبيب المناوب، فاتصل بالأمن الجنائي الذي لم يكتف بالقبض عليه، بل داهم بيته ليصادر كمية كبيرة من الأسلحة والرشاشات والبزات العسكرية، حسب الصور التي تنشرها "العربية.نت".
روسيا تلقي القبض على لصوص في جيش الأسد
وسبق وقامت القوات الروسية، في عامي 2017 و2018 بإلقاء القبض على جنود تابعين لجيش النظام في ريف دمشق، بجرم سرقة بيوت السوريين المهجّرين من ريف دمشق، حيث أظهرت الصور جنود الأسد منبطحين تحت أقدام الجنود الروس وأياديهم مقيدة إلى الخلف، في مشهد "مذل" ما بين جنود الحلفاء، بقول معلقين، وقتذاك.

النظام يسحب ترخيص صحافي كشف تورّط أكبر ضباط الأسد بالسرقة
يذكر أن سلطات النظام السوري قامت عام 2017، بمنع الصحافي والمراسل التلفزيوني السوري رضا الباشا، من العمل على الأراضي السورية وسحب ترخيصه، بعد كشفه قيام ضباط محسوبين على العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر ويقود عملية النظام السوري الآن في شمال حماة وجنوبي إدلب التي أدت لمقتل قرابة ألف مدني، بسرقة بيوت أهالي محافظة حلب المهجرين، إلى درجة اقتلاع البلاط من الأرض والسيراميك من الحمّامات، فضلا عن "تعفيش" كل ما في محتويات البيوت المذكورة.