بعد الثانية 8 من مقطع الفيديو المعروض أدناه، نجد رئيس الدولة الأقوى والأكثر تطورا بالعالم، يخطيء وهو يعزي بضحايا عمليتي قتل جماعي، وقعتا السبت والأحد الماضيين في مدينتين أميركيتين، الأولى El Paso بولاية تكساس، والثانية Dayton بولاية أوهايو، الا أن الرئيس دونالد ترمب يسمي الثانية Toledo وهي "طليطلة" البعيدة في اسبانيا أكثر من 6580 كيلومترا عن المقتلتين بأميركا. أما اذا كان القصد الرئاسي "توليدو" الأميركية، وهي في أوهايو أيضا، فبعدها عن "دايتون" أكثر من 150 كيلومترا، وهي لم تشهد على أي حال قتلا جماعيا أو مجزرة.
مقطع الفيديو الذي انتشر سريعا في مواقع التواصل ووسائل الاعلام، مجتزأ من خطاب أمام الأمة ألقاه ترمب أمس الاثنين، تعزية من البيت الأبيض لذوي 22 قتيلا قضوا السبت في "إل باسو" المجاورة للحدود مع المكسيك، ولمثلهم من ذوي 9 قتلى سقطوا بعد 13 ساعة في "دايتون" مع 27 جريحا، وبين قتلى الثانية شاب عمره 38 سنة، كتبت عنه "العربية.نت" خبرا قالت فيه إنه عربي، لأن اسمه سعيد صالح، الا أن ما اتضح بشأنه مساء أمس، هو أنه من أريتيريا، وكان يقيم في السودان، ثم هاجر الى الولايات المتحدة قبل 3 أعوام، وهو أب لثلاثة أبناء، بحسب الوارد عنه في بعض المواقع الاخبارية الأميركية.
وعودة الى الفيديو البالغة مدته 30 ثانية، فاننا نسمع فيه تعزية ومواساة من ترمب، يقول فيها: "ليبارك الرب ذكرى الذين سقطوا في توليدو. ليحمهم الرب، وليحمي الجميع في تكساس وأوهايو، ليبارك الله الضحايا وعائلاتهم، وليبارك الله أميركا وشكرا لكم" ثم ينسحب بطريقة دلت على عدم رغبته بالاستماع الى أي سؤال، فيما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه كان ينظر إلى شاشة أمامه يقرأ منها نص الخطاب عندما ارتكب الخطأ، لكن ما ذكرته لم يكن مستندا الى أي دليل.